فصل: سورة النساء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.سورة النساء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآية رقم (1):

{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه، (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا- أو نعت له- (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لربّ (خلق) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من نفس) جار ومجرور متعلّق ب (خلقكم)، (واحدة) نعت لنفس مجرور مثله الواو عاطفة (خلق)، مثل الأول (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خلق)، (زوج) مفعول به منصوب و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (بثّ) مثل خلق (منهما) مثل الأول متعلّق ب (بثّ)، (رجالا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب الواو عاطفة (نساء) معطوف على (رجالا) منصوب مثله الواو عاطفة (اتّقوا اللّه) مثل اتّقوا ربّ (الذي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (تساءلون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين.. والواو فاعل (به) مثل منها متعلّق ب (تساءلون)، الواو عاطفة (الأرحام) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله.. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رقيبا) وهو خبر كان منصوب.
جملة النداء: (يأيّها الناس) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (اتّقوا ربّكم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (خلقكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (خلق...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (بثّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا ربّكم.
وجملة: (تساءلون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (إنّ اللّه كان...) لا محلّ لها تعليلية.
وجملة: (كان عليكم رقيبا) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تساءلون)، أصله تتساءلون، وقد حذفت إحدى التاءين تخفيفا.
(رقيبا)، صفة مشبّهة من رقب يرقب باب نصر، وزنه فعيل.
البلاغة:
1- في هذه الآية الكريمة فن براعة الاستهلال فقد استهل السورة بالإشارة إلى بدء الخلق والتكوين، وألمع إلى دور المرأة المهم، وأوصى بصلة الرحم.
الفوائد:
1- إشارة بالغة الأهمية استهل سبحانه كلامه في هذه السورة مشيرا إلى أكثر الأمور إعجازا في خلقه سبحانه وهو الحياة، وقوامها الذكورة والأنوثة، وقد شغلت مشكلة (الزوجية) هذه الفلاسفة قديمهم وحديثهم وكثير منهم استدلوا على عظمة اللّه ووحدانيته من هذه الزاوية فقالوا يستحيل على المصادفة العمياء التي وصفت بها الطبيعة أن ترشد إلى اتخاذ الذكورة والأنوثة وسيلة لاستمرار النوع في مئات الأنواع بل آلافها وعلى قرار واحد، ولا بد من إله قادر ومريد يمسك بدفة الحياة ويوجهها وجهتها الحق ويضع لها نواميسها ويحكم صنعها وبرءها.
2- ألمحنا فيما مضى من الكتاب إلى اعراب (أي) وأنه يتوصل بها إلى نداء الاسم المعرف ب (ال). ونشير هنا إلى أن لها استعمالات أخرى نرى في ذكرها تمام الفائدة فنقول:
3- أي الاستفهامية ويطلب بها تعيين الشيء نحو: (أي رجل جاء)؟ وأية امرأت جاءت؟
ب- وقد تتضمن معنى الشرط فتجزم فعلين مضارعين نحو: (أي رجل يستقم ينجح).
ج- وقد تأتي للدلالة على معنى الكمال وتسمّى (أيّا الكمالية) نحو: (خالد رجل أيّ رجل) ولا تستعمل إلا مضافة، وتعرب صفة بعد النكرة وحالا بعد المعرفة.
د- وتأتى وصلة لنداء ما فيه (ال) كما مرّ معنا وتتبعها هاء التنبيه نحو: (يا أيها الناس).
هـ- وقد تكون اسما موصولا.
وهي في جميع حالاتها معربة بالحركات الثلاث باستثناء أي الموصولية عند ما تضاف ويحذف صدر صلتها كقوله تعالى: (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) ففي هذه الحالة يجوز بناؤها وإعرابها والبناء أفصح.

.إعراب الآية رقم (2):

{وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (2)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (آتوا) مثل اتّقوا في الآية السابقة (اليتامى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أموال) مفعول به ثان منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتبدلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل (الخبيث) مفعول به منصوب (بالطيّب) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتبدّلوا)، الواو عاطفة (لا تأكلوا) مثل لا تتبدّلوا (أموالهم) مثل الأول (إلى أموال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أموالهم أي مضمومة إلى أموالكم و(كم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ يعود إلى المنهىّ عنه من التبديل والأكل (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي هذا العمل (حوبا) خبر كان منصوب (كبيرا) نعت منصوب.
جملة: (آتوا اليتامى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه في الآية السابقة.
وجملة: (تتبدّلوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا اليتامى.
وجملة: (تأكلوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا اليتامى.
وجملة: (إنّه كان..) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كان حوبا..) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(حوبا)، مصدر حاب يحوب باب نصر، وزنه فعل بضمّ فسكون.. وثمّة مصدر آخر بفتح الفاء.
البلاغة:
1- (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) المراد بإيتاء أموالهم تركها سالمة غير متعرض لها بسوء، فهو مجاز مستعمل في لازم معناه، لأنها لا تؤتى إلا إذا كانت كذلك، والنكتة في هذا التعبير الإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون الغرض من ترك التعرض إيصال الأموال إلى من ذكر لا مجرد ترك التعرض لها. وعلى هذا يصح أن يراد باليتامى الصغار على ما هو المتبادر، والأمر خاص بمن يتولى أمرهم من الأولياء والأوصياء.
وإذا كان المراد إعطاء الأموال من بلغوا سن الرشد، بعد أن كانوا يتامى تكون كلمة (يتامى) هنا مجازا مرسلا، لأنها استعملت في الراشدين.
والعلاقة اعتبار ما كانوا عليه.
2- (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ) استعارة مكنية: فقد شبه أموالهم بطعام يؤكل، ثمّ استعار لها ما هو من أبرز خصائص الطعام وهو الأكل، وفي هذه الاستعارة سرّ من أدق الأسرار: فأهل البيان يقولون: المنهي متى كان درجات، فطريق البلاغة النهي عن أدناها، تنبيها على الأعلى، كقوله تعالى: (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ) وإذا اعتبرت هذا القانون بهذه الآية وجدته ببادئ الرأى مخالفا لها، إذ أعلى درجات أكل مال اليتيم في النهي أن يأكله وهو غني عنه، وأدناها أن يأكله وهو فقير إليه، فكان مقتضى القانون المذكور أن ينهى عن أكل مال اليتيم من هو فقير إليه، حتى يلزم نهي الغني عنه من طريق الأولى. ولا شك أن النهي عن الأدنى وإن أفاد النهي عن الأعلى إلا أن للنهي عن الأعلى أيضا فائدة أخرى جليلة لا تؤخذ من النهي عن الأدنى، وذلك أن المنهي كلما كان أقبح كانت النفس عنه أنفر، والداعية إليه أبعد، ولا شك أن المستقر في النفوس أن أكل مال اليتيم مع الغنى عنه أقبح الصور الأكل، فخصص بالنهي تشنيعا على من يقع فيه.
4- الطباق: بين الخبيث وهو الحرام من المال والطيب وهو الحلال المستساغ.

.إعراب الآية رقم (3):

{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلاَّ تَعُولُوا (3)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تقسطوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (في اليتامى) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقسطوا) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف وفيه حذف مضاف أي في نكاح اليتامى.
والمصدر المؤوّل (ألّا تقسطوا...) في محلّ نصب مفعول به..
الفاء رابطة لجواب الشرط (انكحوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (طاب) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طاب)، (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير الفاعل في طاب، (مثنى) حال منصوبة من ما، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وامتنع من التنوين لعلّتي الوصف والعدل الواو حرف عطف للتخيير (ثلاث) معطوف على مثنى منصوب ممنوع من الصرف (رباع) مثل ثلاث منصوب الفاء عاطفة (إن خفتم ألّا تعدلوا) مثل خفتم ألّا تقسطوا، الفاء رابطة لجواب الشرط (واحدة) مفعول به لفعل محذوف تقديره انكحوا (أو) حرف عطف للتخيير (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على واحدة، (ملكت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه.. (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى نكاح الأربعة أو الواحدة أو التسرّي واللام للبعد والكاف للخطاب (أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تعولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ألّا تعدلوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره إلى أن أو لأن، متعلّق بأدنى.
جملة: (إن خفتم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تقسطوا..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (انكحوا...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (طاب لكم..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إن خفتم (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن خفتم (الأولى).
وجملة: (انكحوا) واحدة) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ملكت أيمانكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ذلك أدنى..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تعولوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الصرف:
(طاب) فيه إعلال بالقلب أصله طيب تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا..
(مثنى)، صفة مشتقّة على وزن مفعل بفتح الميم والعين، وهو معدول عن لفظ آخر وهو اثنتان اثنتان أو ثنتان ثنتان.
(ثلاث)، صفة مشتقّة على وزن فعال بضمّ الفاء.. وهو معدول عن لفظ آخر هو ثلاث ثلاث بفتح الثاء.
(رباع)، مثل ثلاث.
(تعولوا)، ماضيه عال، باب نصر وهو بمعنى جار.
البلاغة:
1- (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) في هذه الآية فن التغليب.
حيث أوثرت (ما) على (من) ذهابا إلى الوصف من البكر أو الثيب مثلا، و(ما) تختص- أو تغلب- في غير العقلاء فيما إذا أريد الذات، وأما إذا أريد الوصف فلا، كما تقول: ما زيد؟ في الاستفهام أي أفاضل أم كريم؟
وأكرم ما شئت من الرجال تعني الكريم أو اللئيم.
الفوائد:
1- القاعدة أنّ (من) للعاقل و(ما) لغير العاقل ولكن هناك تجوزا لكل منهما ففي هذه الآية قد استعملت (ما) للعاقل. على غير القاعدة. وقد ذهب النحاة إلى أن ذلك قليل، وأكثر منه إذا اقترن العاقل بغير العاقل في حكم واحد كقوله سبحانه: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فقد دخل تحت هذا الحكم ما يعقل وما لا يعقل على حد سواء..
2- رفع الحيف عن اليتيمة.
كان من عادة العرب في الجاهلية أن يضنّ وليّ اليتيمة بها عن غيره إذا كان جميلة وغنية، فيتزوجها. وقد تكون كارهة فأراد اللّه تحريرها من هذا الغبن المقيت فأنزل هذه الآية.
3- ورد في كتب النحو في باب الممنوع من الصرف، أن المعدول عن العدد من واحد إلى عشرة يمنع من الصرف وسبب العدل تكرار العدد، فقيل إنه استعيض بهذه الصيغة عن تكرار العدد. وعلة المنع من الصرف، قيل: إنها (العدل والوصف) وقيل إنها بسبب العدل والتعريف بنية الألف والكلام المحذوفتين، لنية الإضافة.
وثمة رأي أن العلتين هما العدول عن التكرار والتأنيث.
ولا يجوز العدل ما لم يتقدمه جمع، نحو جاء القوم مثنى وثلاث ورباع.
وثمة خلاف مفاده: هل العدل يشمل الاعداد من واحد إلى عشرة، أم أنه وقف على ما ورد في القرآن الكريم فقط وهو مثنى وثلاث ورباع؟
ومن شاء المزيد فعليه بمغني اللبيب، ففيه غناء لذي الغلة الصادي.